▪️ تصنف الشقيقة كثالث الأمراض الأكثر شيوعة عالمياً حيث يصيب حوالي 25% من النساء و 15% من الرجال و5% من الأطفال.
▪️ كما يعتبر سادس أكثر الأمراض المسببة للعجز، وأكثر من 90% ممن يعانون من الصداع النصفي غير قادرين على العمل أو ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل عادي، كما أنهم أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.
▪️ توضح الدراسات أن الشقيقة تظل دون تشخيص وعلاج ملائم عند حوالي أكثر من نصف المرضى، وكثير منهم يراجع الأطباء بشكل متكرر دون فائدة، وأحيانًا يخضع لتدخلات غير ضرورية.
▪️ بالرغم من أن أسبابه غير مفهومة تمامًا، إلا أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا كبيرًا، حيث أن نصف المرضى تقريبًا لديهم أقارب مصابون به.
▪️ تبدأ الأعراض غالبًا في الشباب وتقل مع العمر، ويمكن أن تبدأ حتى في الطفولة.
▪️ تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن هناك معايير تشخيصية معتمدة.
🔍 الأسباب والعوامل المحفزة للشقيقة
تشير الأبحاث إلى أن الشقيقة ناتجة عن خلل وظيفي في العصب ثلاثي التوائم وعدم توازن في النواقل الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين، الذي ينظم إشارات الألم. كما تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا، حيث يزداد خطر الإصابة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض.
العوامل المحفزة لنوبات الشقيقة:
- العوامل الهرمونية: التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية، الحمل، أو انقطاع الطمث؛ واستخدام حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني البديل.
- العوامل الغذائية: أنواع معينة من الأطعمة؛ وتخطي الوجبات أو الصيام.
- العوامل البيئية والحسية: الأضواء الساطعة أو الوامضة؛ الأصوات العالية؛ الروائح القوية.
- العوامل المتعلقة بنمط الحياة: التوتر والقلق؛ تغيرات في نمط النوم (قلة أو زيادة); الإرهاق الجسدي؛ تغيرات الطقس.
📌 معايير يجب استيفاؤها للتشخيص:
🔹 ما لا يقل عن 5 نوبات مطابقة للمعايير التالية
1. نوبات صداع تستمر من 4 إلى 72 ساعة للصداع
2. على الأقل إثنان من الخصائص الأربع التالية
- صداع نصفي (في جهة واحدة من الرأس)
- الألم على هيئة النبض، شدة الألم متوسطة أو شديدة
- يزداد حدة الألم مع النشاط البدني الروتيني
3. أثناء الصداع يحدث على واحد مما يلي
- الغثيان أو القيء
- الإنزعاج من الضوء أو الصوت المرتفع
4. لا يوجد تشخيص آخر يفسر هذا الألم بشكل أفضل
💡 أعراض إضافية وعلامات الإنذار المبكر
بالإضافة إلى الأعراض المذكورة سابقاً، يعاني بعض المرضى من أعراض تحذيرية قبل بدء الصداع نفسه، وتعرف هذه المرحلة بـ "الأورة" (Aura)، وقد تظهر قبل 15-30 دقيقة من النوبة:
- أعراض بصرية: رؤية ومضات ضوئية، خطوط متعرجة، بقع عمياء، أو تشوش في الرؤية.
- أعراض حسية: الشعور بوخز أو خدر في الذراع أو الساق.
- أعراض لغوية: صعوبة مؤقتة في الكلام أو التلعثم.
أعراض مبكرة قبل النوبة بساعات أو أيام:
- تغيرات في المزاج (شعور غير مبرر بالابتهاج أو الاكتئاب).
- الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة (خاصة الحلويات).
- التثاؤب المتكرر.
- الشعور بالعطش أو النعاس.
🔹️ أحيانًا تكون الشقيقة سببًا في الدوار وطنين الأذن حتى دون صداع.
🔹️ الصداع أثناء الدورة الشهرية قد يكون نوعًا من الشقيقة المرتبطة بالهرمونات.
💊 العلاج والتأقلم
▪️ لا يوجد علاج نهائي للشقيقة، لكن يمكن تقليل التكرار والشدة.
▪️ يُنصح بتفهم طبيعة المرض والالتزام بالعلاج الوقائي عند الحاجة، مع الحذر من الإفراط في استخدام المسكنات.
يمكن تقسيم أدوية الشقيقة إلى فئتين رئيسيتين:
1. أدوية لوقف النوبة (العلاج الحاد)
يجب تناول هذه الأدوية عند بدء الأعراض للحصول على أفضل نتيجة:
- مسكنات الألم الشائعة: مثل الأسيتامينوفين (باراسيتامول)، والأيبوبروفين، والأسبرين. لكن الإفراط في استخدامها (أكثر من مرتين أو ثلاث أسبوعيًا) قد يؤدي إلى "الصداع المرتد"، حيث تصبح الأدوية نفسها سببًا للصداع.
- التريبتانات (Triptans): أدوية موصوفة طبيًا تعمل على تضييق الأوعية الدموية في الدماغ وعرقلة مسارات الألم. تتوفر على شكل أقراص، بخاخات أنفية، أو حقن. ولا ينصح بها للمصابين بمخاطر أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
- أدوية أخرى: مثل الديهيدروأرغوتامين، واللاسميديتان، ومضادات القيء التي تساعد في تخفيف الغثيان المصاحب للنوبة.
2. أدوية الوقاية (العلاج الوقائي)
تُستخدم بانتظام لتقليل تكرر النوبات وشدتها، ويتم وصفها للمرضى الذين يعانون من نوبتين أو أكثر شهريًا:
- أدوية ضغط الدم: مثل حاصرات بيتا (البروبرانولول) وحاصرات قنوات الكالسيوم (الفيراباميل).
- بعض مضادات الاكتئاب: مثل الأميتريبتيلين.
- أدوية مضادة للصرع: مثل التوبيرامات.
- حقن البوتوكس: تُعطى كل 12 أسبوعًا للبالغين المصابين بالشقيقة المزمنة.
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (CGRP): حقن وقائية حديثة نسبيًا تُعطى شهريًا أو كل ثلاثة أشهر.
🛌 استراتيجيات عملية للتعامل مع انوبة الحادة
- 1. ضبط موعد الوجبات كل يوم بنفس الوقت وعدم تفويت أو تأخير أي وجبة.
- تجنب المحفزات الغذائية: الشوكولاتة، القهوة، الأجبان.
- النوم المنتظم من 7–9 ساعات يوميًا.
- ممارسة الرياضة المعتدلة.
- تجنب التوتر والإنهاك.
- الابتعاد عن الإضاءة القوية والأصوات العالية.
- أخذ الدواء فور بدء الألم وعدم الانتظار.
- الاسترخاء في مكان هادئ ومعتم أثناء النوبة.
- العلاج بالحرارة: استخدام كمادات باردة على الجبهة أو مؤخرة الرقبة لتخدير الألم، أو كمادات دافئة لإرخاء العضلات المتوترة.
- الاستحمام بماء دافئ: قد يساعد على الاسترخاء.
- تجنب الأنشطة البدنية: لأن النشاط الروتيني قد يزيد الألم سوءًا.
- التدليك الخفيف: تدليك منطقة الرأس والجبهة والصدغ برفق قد يساعد في تخفيف الألم.
🤰 ملاحظة خاصة: الشقيقة والحمل
من المهم التوعية بأن الشقيقة يمكن أن تزيد من خطر بعض مضاعفات الحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة. غالبًا ما يتحسن الصداع النصفي مع استقرار هرمون الإستروجين في المراحل المتأخرة من الحمل.
تحذير:
يجب على المرأة الحامل استشارة طبيبها قبل تناول أي دواء للشقيقة. يُعد الباراسيتامول عادةً الخيار الأكثر أمانًا أثناء الحمل، بينما يجب تجنب الإيبوبروفين والأسبرين خاصة في الثلث الأول والثالث.