التأتأة عند الأطفال

ما هي التأتأة؟

التأتأة (أو التلعثم) هي اضطراب في إيقاع الكلام، حيث يتعطل تدفق الكلمات الطبيعي. وقد تظهر على أشكال مختلفة:

• تكرار الأصوات أو المقاطع: مثل "ج ج ج جمل"، أو "ما ما ما ماما".
• إطالة الأصوات: مثل "إـــــــنسان".
• التوقفات أو الانسدادات: حيث يفتح الطفل فمه لكن لا يخرج الصوت، كأن تكون الكلمة عالقة بداخله.

غالبًا ما يصاحب هذه السلوكيات مجهود جسدي واضح، مثل رمش العينين بسرعة، أو ارتعاش الفم، أو قبض اليدين.

متى تكون التأتأة طبيعية؟ (التأتأة التطورية)

من المطمئن للآباء معرفة أن مرحلة التأتأة الطبيعية شائعة جدًا بين الأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات. في هذه المرحلة، يتوسع مخزون الطفل اللغوي بسرعة كبيرة، لكن قدرته على ترتيب الكلمات وتنظيمها لا تزال في طور النمو. يريد أن يقول الكثير، لكن الكلمات لا تخرج بالسلاسة المطلوبة.

متى تحتاج التأتأة إلى انتباه وضرورة العرض على أخصائي؟

إذا لاحظت العلامات التالية، فمن الأفضل استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة أو أخصائي النطق واللغة لتقييم الحالة:

1. استمرار التأتأة لأكثر من 6-12 شهرًا.
2. ظهور التوتر والقلق: عندما ترى الطفل يبذل جهدًا جسديًا واضحًا أثناء الكلام (مثل شد الوجه، أو هز الرأس).
3. تجنب المواقف: عندما يبدأ الطفل في تجنب الكلام، أو يقول "أنسى" ما كان يريد قوله، أو يطلب من الآخرين التحدث نيابة عنه.
4. استمرار التأتأة بعد سن الخامسة.
5. وجود تاريخ عائلي: إذا كان هناك أقارب يعانون أو عانوا من التأتأة المستمرة.
6. ملاحظة خوف أو إحباط: عندما يبدو الطفل خائفًا من التحدث أو محبطًا من صعوبته.
7. تكرار الأصوات مع إطالتها في نفس الوقت: مثل "إإإإأنـ ـ ـ ـا".

ما هي أسباب التأتأة؟

لا يوجد سبب واحد مباشر، لكن الأبحاث تشير إلى مجموعة من العوامل:

• أسباب وراثية: تلعب الجينات دورًا مهمًا، فغالبًا ما نجد تاريخًا عائليًا للتأتأة.
• أسباب عصبية: اختلافات في طريقة معالجة الدماغ للغة والكلام.
• أسباب تتعلق بالنمو: كالظهور مع اضطرابات النطق أو اللغة الأخرى.
• عوامل بيئية: كالضغط النفسي أو التوقعات العالية من المحيط، رغم أن هذه العوامل لا تسبب التأتأة وحدها، لكنها قد تزيدها سوءًا.

كيف يمكن علاج التأتأة؟

يعد أخصائي النطق واللغة هو حجر الزاوية في العلاج. بعد التقييم الشامل، يضع خطة علاجية مخصصة للطفل. تركز برامج العلاج عادة على:

• تعليم الطفل تقنيات لتحسين الطلاقة: مثل التحكم في سرعة الكلام، وتنظيم التنفس.
• تقليل التوتر والقلق: المرتبط بالكلام.
• عملية إزالة التحسيس: مساعدة الطفل على تقبل التأتأة والتحدث دون خجل منها.
• توجيه الأسرة: ليكونوا جزءًا فعالاً في عملية العلاج من خلال الطريقة الصحيحة للتفاعل مع الطفل.

نصائح للآباء للتعامل مع الطفل الذي يتأتئ

1. استمع باهتمام: ركز على ما يقوله الطفل وليس كيف يقوله. حافظ على التواصل البصري وأعطه الوقت لإنهاء جمله.
2. لا تقاطعه: لا تكمل الجمل نيابة عنه، فهذا قد يزيد من إحساسه بالإحباط.
3. تكلم ببطء وهدوء: عندما تتحدث أنت بهدوء، فإنك تخلق بيئة مريحة تشجعه على التحدث بنفس الأسلوب دون عجلة.
4. خفف الضغط: لا تطلب منه "التأني" أو "أخذ نفس" أو "إعادة الكلمة مرة أخرى بشكل صحيح". هذه الطلبات تزيد من تركيزه على المشكلة وتسبب له التوتر.
5. خصص وقتًا للتواصل: اخلق فرصًا هادئة للحديث مع طفلك، مثل القراءة له أو التحدث عن يومه دون مشتتات مثل التلفاز أو الهاتف.
6. تقبل طفلك كما هو: عبر له عن حبك وقبلك له بغض النظر عن طلاقة كلامه. ثقته بنفسه هي أقوى سلاح لمواجهة أي تحدٍ.